حكايات البيت القديم
يدور العمر يا أختاه
وتبكي ضحكة الأطفال
في الجدران
وثوب براءة الغلمان
وحلم شبابنا المعتل
في الأوطان
ومحض غنائنا
المزري
بين تمائم الأغصان
ودمع العين
نوح القلب
والتجويع
والحرمان
فكم عانت بكارتنا
وكم ماتت بغير أوان
وكم ضجت معاني الحب
في الدنيا وفي الإنسان
ذهبت هناك
أناجي عمري المسلوب
في ترنيمة الأحزان
ورحت أعانق الجدران
أمرر كفي المجروح
من جبرية السلوان
فألمح كفي المطبوع
بالألوان
فأذكر وجه ذاك
الطفل
من ضوء السنا النعسان
يموج الصمت في شغف
فيلهو الطفل في نشوان
فلم يخش بني جن
ولم يأس من النيران
يراقب أحرف النور
ويمسك ريشة الفنان
فيرسم نجمة بلهى
وطيرا دون أجنحة
وأشجارا وبستان
ويسأل نفسه رعبا
لماذا الشعر يا أبتاه
ولم أعطيتني كتبا
وأٌقلاما ونبض حياة
ألم تدرك غرام الموت
يا أبتاه
فها قد صرت حمّالا
لذاك الموت
أذكره ولا أنساه
وظلت أحرفي تنمو
كنبت ضائع في الليل
ولا تدري عيوني مداه
وشب الطفل يا أبتاه
ولم يعرف سوى قلم
وظل تاه في ليلاه
كبرت الآن وجئت
أصارع الذكرى
فلم أنظر سوى جدر
تهاوت من لظى النسيان